منتديات طلبة الشريعة بالوادي
[center]مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Ezlb9t10
منتديات طلبة الشريعة بالوادي
[center]مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Ezlb9t10
منتديات طلبة الشريعة بالوادي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات طلبة الشريعة بالوادي

يحتوي هذا المنتدى على المنتديات الاسلامية علوم العقيدة والقرآن والحديث والفقه وأصوله هدفه التواصل العلمي و التربوي مع مختلف المهتمين.
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
يمكنكم التواصل معنا عبر البريد الالكتروني shariaa39@gmail.com
نطلب من كل الأعضاء الإلتزام بالأخلاقيات العامة وعدم المساس بأي جهة معينة لأن الغاية من إنشاء هذا المنتدى هي خلق جسر للتواصل وليس للطعن في أشخاص بعينهم... وكل مساهمة من هذا القبيل فنحن مضطرون لحذفها.
نعتذر لزوارنا الكرام عن الاعلانات التي تظهر بالمنتدى .. نشير الى انها خارجة عن ارادتنا
صفحة المنتدى على الفايس بوك.
مواضيع مماثلة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» مذكرة في مصطلح الحديث
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyالإثنين مارس 16, 2015 8:22 pm من طرف nadia iman

» محاضرات علوم الإقتصاد للأستاذ بلموشي
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyالإثنين مارس 16, 2015 8:18 pm من طرف nadia iman

» مذكرة في سيرة تاريخ الخلفاء الراشدون للأستاذ عمار غرائسة
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyالإثنين مارس 16, 2015 8:07 pm من طرف nadia iman

» مذكرة في العقيدة للسداسي الثاني
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyالأربعاء أغسطس 27, 2014 4:54 pm من طرف ahmedadrar

» حاشية الإمام الرهوني على شرح الزرقاني لمختصر خليل وبهامشه حاشية المدني على كنون
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyالثلاثاء يوليو 01, 2014 8:39 pm من طرف Ali Bentelli

» العلوم القانونية
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyالخميس فبراير 20, 2014 2:02 pm من طرف ابوعبيدة

» تقنيات التعبير الكتابي والشفهي
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyالخميس فبراير 20, 2014 2:01 pm من طرف ابوعبيدة

»  محاضرة في تقنيات التلخيص
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyالخميس فبراير 20, 2014 2:00 pm من طرف ابوعبيدة

» محاضرات الدعوة ورجالها
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyالأربعاء أكتوبر 30, 2013 11:01 pm من طرف حوراء الدنيا

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
أفضل 10 فاتحي مواضيع
أبو مسلم
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty 
الزهراء
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty 
حمساوي
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty 
قطر الندى
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty 
العفيفة
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty 
أستغفر الله
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty 
ام الخير الجزائرية
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty 
الحبيبة الغالية
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty 
ميدو السلفي
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty 
arwa
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty 
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
قطر الندى
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty 
أستغفر الله
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty 
أبو مسلم
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty 
الزهراء
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty 
ميدو السلفي
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty 
حمساوي
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty 
العفيفة
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty 
arwa
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty 
ام الخير الجزائرية
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty 
الحبيبة الغالية
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyمقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
المواضيع الأكثر شعبية
ادعية واذكار مترجمة الي اللغة الانجليزية
درس الأسماء الموصولة
حمل بسرعة كتاب الفقه المالكي وأدلته كاملا
فقه العبادات على مذهب الامام مالك . ( الطهارة)
محاضرة في تقنيات التعبير الكتابي والشفهي
متن المنظومة البيقونية mp3
حمل من هنا كتاب الفقه المالكي و ادلته لحبيب بن طاهر
فضل رمضان في الأحاديث النبوية
هااااام تلخيص علوم القرآن
معلومات على تخصص علوم القرآن وعلوم الحديث
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات طلبة الشريعة بالوادي على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات طلبة الشريعة بالوادي على موقع حفض الصفحات
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 26 بتاريخ الثلاثاء سبتمبر 17, 2013 6:46 pm

 

 مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الزهراء
مشرفة على قسمهـا
الزهراء


عدد المساهمات : 93
نقاط : 225

مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty
مُساهمةموضوع: مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي   مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyالخميس يونيو 30, 2011 11:01 am

بقلم: خبَّاب بن مروان الحمد

الحمد لله ربِّ العالمين حمدًا يليق به، وأصلي وأسلم على رسوله محمد صلاةً وسلامًا دائمين أبديين ما تعاقبَ الليلُ والنهار، وأترضَّى عن الصحابةِ الأخيار، الذين دعوا إلى الله - تعالى - فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا، وأزكى تحيةٍ وسلامٍ ورضًا من القلب المحب لآل بيتِ رسول الله - رضي الله عنهم أجمعين - وجمعنا وإياهم في جنَّاتِ النعيم.

أمَّا بعد:


فليس هنالك شيءٌ أحلى، ولا وقتٌ أثمن، من قضاءِ الأوقات في مجالسةِ الكتاب، ودوام الاطِّلاع في كتب علماء الإسلام، وإنعاش النفسِ بعلمهم، وقضاء الساعات الطوال بقراءة معارفهم.
إنَّ الطالبَ النهم للعلمِ يعرفُ كيف يتعامل مع كتبِه ومدوناته، ويدركُ كيفية وضع الخطط العلميَّة التي يستفيدُ منها أمدَ الدهر في وقتِ حياته.
إنَّ تعاملَ طالبِ العلم مع كتب العلم يحتاجُ لصبرٍ ومُصابرة، وعزيمةٍ ومثابرة، وهو بحاجةٍ كذلك لأهلِ العلم الذين يفتحون له ما استغلقَ فهمه من الكتب، وإلى مدةٍ وطولِ زمان في النهلِ من هذه العلوم.
أَخِي لَنْ تَنَالَ الْعِلْمَ إِلاَّ بِسِتَّةٍ --- سَأُنْبِيكَ عَنْ تَفْصِيلِهَا بِبَيَانِ
ذَكَاءٍ وَحِرْصٍ وَاجْتِهَادٍ وَبُلْغَةٍ --- وَصُحْبَةِ أُسْتَاذٍ وَطُولِ زَمَانِ

وإنَّ ممَّا ينسب للإمام محمد بن إدريس الشافعي قوله: "العلم بطيء اللزام، بعيدُ المرام، لا يُدرك بالسهام، ولا يُرى في المنام، ولا يورث عن الآباءِ والأعمام، إنما هو شجرةٌ لا تصلحُ إلا بالغرس، ولا تغرس إلا في النَّفس، ولا تسقى إلا بالدَّرس، ولا يحصل إلا لمن أنفقَ العينين، وجثا على الركبتين؛ ولا يحصل إلا بالاستناد إلى الحجرِ وافتراشِ المدر، وقلة النوم، وصلة الليلِ باليوم، انظر إلى من شغلَ نهارَه بالجمْع، وليلَه بالجماع، أيخرجُ من ذلك فقيهًا، كلا والله حتَّى يعتضدَ الدفاتر، ويستحصلَ المحابر، ويقطعَ القفار، ولا يفصل في الطلبِ بين الليل والنهار".
مَا الْفَخْرُ إِلاَّ لِأَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّهُمُ --- عَلَى الْهُدَى لِمَنِ اسْتَهْدَى أَدِلاَّءُ
وَقَدْرُ كُلِّ امْرِئٍ مَا كَانَ يُحْسِنُهُ --- وَالْجَاهِلُونَ لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَعْدَاءُ
فَفُزْ بِعِلْمٍ تَعِشْ حَيًّا بِهِ أَبَدًا --- النَّاسُ مَوْتَى وَأَهْلُ الْعِلْمِ أَحْيَاءُ

يكفي لطالب العلم شرفًا ما جاء عن قيسِ بن كثير قال: "قدم رجلٌ من المدينة على أبي الدَّرداء وهو بدمشق، فقال: ما أقدمك يا أخي؟ فقال: حديثٌ بلغني أنَّك تحدِّثه عن رسولِ - الله صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: أما جئتَ لحاجة؟ قال: لا، قال: أما قدمتَ لتجارة؟ قال: لا، قال: ما جئتَ إلا في طلبِ هذا الحديث؟ قال: فإنِّي سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنَّة، وإنَّ الملائكةَ لتضع أجنحتَها رضا لطالبِ العلم، وإنَّ العالم ليستغفرُ له من في السَّمواتِ ومن في الأرض، حتَّى الحيتان في الماءِ، وفضلُ العالم على العابد كفضلِ القمر على سائرِ الكواكب، وإنَّ العلماء ورثة الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنَّما ورَّثوا العلمَ، فمن أخذَ به أخذ بحظٍّ وافر))"؛ أخرجه الترمذي بسند صحيح.

بيد أنَّ نيل لذَّة العلمِ لن تكون إلاَّ باختلاف الطرق والأساليب لتلقي العلوم بنهَمٍ ولذة، لكي تقبل قلوبُ الراغبين على هذا العلمِ الشريف، وترتقي به ليصلوا إلى المنارِ المنيف، وينهلوا من علومِه اليسير والثقيل والخفيف والظريف.

ولعلَّ من الأساليبِ التي يمكن أن تكون شكلاً من الأشكال العلمية، ومشروعًا من مشاريعِها الرائدة، التي يمكن أن تفيدَ طالبَ العلم فائدةً كبيرة؛ حيث مرَّ بها عددٌ من طلابِ العلم والعلماء، وقد أفدت من بعضِها، ورغبت أن أضعَها بين يدي إخواني من طلبةِ العلم لعلَّها تفيدهم، ولعلَّ من لديه مزيد فائدة يراسلني في ذلك ويقترح شيئًا مفيدًا من هذا القبيل، وعلى الله التكلان، ومنه الحول والطول، وهو الهادي جلَّ في علاه.

قبل كل شيء: العلم هو الخشية:
في كتاب الله - تعالى - آيةٌ فيها عظة لمن اتعظَ وعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، تدلُّ على ضرورةِ مقارنة العلمِ بالخشية، فلا علم بالله إذا لم تكن معه خشية، فالله - تعالى - يقول: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر : 28]، وحينما امتدح الله - تعالى - أهلَ العلم قال في حقِّهم: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر : 9]، لكن السباق في هذه الآيةِ ضروري فكما يقول علماءُ التفسير: لن يُفهم السياقُ للآية كاملة حتَّى يُرى سباقها ولحاقها فيعلم حينئذٍ معنى سياقها، فالآيةُ الكريمة تبتدئ بقولِه تعالى: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر : 9]، فقرن الله - تعالى - العلمَ بخشيته - تعالى - وبعبادتِه - سبحانه - قائمًا بالليل قانتًا خاشعًا يرجو ما عند الله من رحمةٍ، ويحذر ما عنده من عذاب.

ولطالما سمعنا أقوالَ الصحابة الكرام - رضي الله عنهم - حينما قالوا: "كفى بخشيةِ الله علمًا، وكفى بالاغترارِ به جهلاً"؛ كما يقولُه أبو الدرداء - رضي الله عنه - ويقول ابنُ مسعود - رضي الله عنه -: "العلم هو الخشية"، فهكذا عرف أهلُ العلم معنى العلم الحقيقي.

قراءة في كتاب مختصر نافع خلال جلسة حتى النهاية:
يقول الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في آثاره (1/72): "إنَّ شبابنا المتعلِّم كسولٌ عن المطالعة، والمطالعةُ نصفُ العلم أو ثلثاه، فأوصيكم يا شبابَ الخير بإدمانِ المطالعة والإكباب عليها، ولتكن مطالعتكم بالنظامِ حرصًا على الوقتِ أن يضيع في غير طائل، وإذا كنتم تريدون الكمالَ فهذه إحدى سبلِ الكمال".

هنالك فكرةٌ جميلة، وطريقة علمية عمليَّة، يمكن بالفعلِ السير على منوالِها، والاستهداء بطريقتها، وهي أن يجتمعَ أربعةٌ من طلبةِ العلم نهاية أو وسط كلِّ أسبوع بحسبِ انتهاء مشاغلِهم، ويقعدوا خلال جلسةٍ واحدة لا تتعدَّى الخمسَ ساعات، ويقوموا أسبوعيًّا بقراءةِ كتابٍ كامل من كتب العلم؛ فمرَّة في التفسيرِ، وثانية في الحديث، وأخرى في العقيدة، ورابعة في الأدب، وخامسة في المصطلح.

ويمكن لعددٍ من الإخوة أن يتفقوا على قراءة كتاب الأسبوع في ليلةٍ مسائية جميلة وتحت ضوء القمر، أو على ضوء النَّارِ المشتعلة من الحطب، أو في مكتبة علمية.

ويقومُ طلبةُ العلم بوضع خطَّة مبرمجة، ويمكنهم أن يقرؤوا خلالَ هذه القعدة الطويلة كتابًا كاملاً، ولا يستغربنَّ أحدٌ ذلك، فهنالك عدَّة كتب يمكن مطالعتها ومراجعتها بهذه الطريقة.

ويمكن بعد الانتهاءِ من قراءة هذا الكتاب خروج الإخوة طلبة العلم منه بفوائد عدَّة ومنها: التعرف على الكاتب وعصره وأسلوبه في الكتابة - أهمية الكتاب ومكانته في العلم - منهج الكتاب - القيام بمناقشةِ الفوائد التي استفادوها أثناء مطالعتِهم مع ذكر النقاط والعناصر الأساسية التي يحتويها الكتاب - تركيز خلاصات الكتاب.

قراءة ومذاكرة لكتاب كامل من كتب المطولات:
إنَّ من الخططِ الجميلة لطالب العلم بعد أن يجاوزَ المرحلة الأولى في طلبه للعلم، أن يتفقَ مع عدد من طلبةِ العلم الأكابر أو المتقدِّمين لجرد المطوَّلات، واختيار يوم واحد يناسبُهم جميعًا وقراءة كتاب معًا، مع البحثِ معًا في ما يشكل عليهم أثناء وجودِهم في مكتبة أحدهم أو اصطحاب الأجهزة التقنيَّة الحديثة المحمولة (اللابتوب، آيبود، آيباد) لبحثِ ما يشكلُ عليهم.

ولقد كانت هذه سنَّة وطريقة لسلفِنا وعلماء المسلمين، فلقد ذكرَ في ترجمة "الفيروز آبادي" صاحبِ القاموس أنَّه قرأ صحيحَ مسلمٍ في ثلاثةِ أيام بدمشق وأنشد:
قَرَأْتُ بِحَمْدِ اللهِ جَامِعَ مُسْلِمٍ --- بِجَوْفِ دِمَشْقَ الشَّامِ جَوْفٍ لإِسْلاَمِ
عَلَى نَاصِرِ الدِّينِ الْإِمَامِ ابْنِ حَنْبَلٍ --- بِحَضْرَةِ حُفَّاظٍ مَشَاهِيرَ أَعْلاَمِ
وَتَمَّ بِتَوْفِيقِ الْإِلَهِ وَفَضْلِهِ --- قَرَاءَةُ ضَبْطٍ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامِ

وقرأ الحافظُ العراقي صحيحَ مسلم على محمد بن إسماعيل الخبَّاز بدمشق في ستةِ مجالس متوالية.

وقرأ في آخرِ مجلسٍ منها أكثرَ من ثلث الكتاب، وذلك بحضورِ الحافظ زين الدين بن رجب وهو يعارض بنسختِه.
كَرِّرْ عَلَيَّ حَدِيثَهُمْ يَا حَادِي --- فَحَدِيثُهُمْ يَجْلُو الْفُؤَادَ الصَّادِي
ولعلَّه من ضمنِ المقترحات المفيدة في هذا المجال كذلك قيام كل واحدٍ من طلاب العلمِ الذين اجتمعوا على مطالعته، باختصارِ كتابٍ من كتب المطولات؛ بحيث يقومُ كلُّ طالب بعرض ملخصه ويتم مناقشة بقيةِ الطلاب لهذا الملخصِ بالتناوب، على ألا تتعدَّى هذه القعدةُ الساعتين، فيستفيد طلابُ العلم من تعلم طرق تلخيصِ وتركيز كتب المطولات، ويتعلمون أيضًا كيفيةَ مناقشة هذا التلخيص واستخلاص النتائجِ، ثم يصلوا في النهايةِ إلى صيغة نهائية مجمعة من تلك الملخصات لهذا الكتاب المطوَّل.
قراءة كتاب في البيت والالتقاء مع بعض الرفاق أسبوعيًّا لمناقشة ما فيه:
مَا تَطَعَّمْتُ لَذَّةَ الْعَيْشِ حَتَّى --- صِرْتُ لِلْبَيْتِ وَالْكِتَابِ جَلِيسَا
لَيْسَ شَيءٌ عِنْدِي أَعَزَّ مِنَ الْعِلْ --- مِ فَمَا أَبَتَغِي سِوَاهُ أَنِيسَا

يقول الأديب عبَّاس العقَّاد: "أحبُّ الكتابَ لا لأنَّني زاهدٌ في الحياةِ، ولكن لأنَّ حياة واحدة لا تكفيني".
ويقول الدكتور المفكِّر الإسلامي عبدالكريم بكَّار: "ما الفرق بين المتعلِّم والأمي إذا كانا كلاهما لا يقرآن كتابًا؟!".

إنَّ مَن لديه نهمٌ ومحبة شديدة للقراءةِ فعليه أن يتعاملَ مع الكتاب بعدَّة طرق تحبِّبه إليه، وهنالك طريقة مجرَّبة؛ وهي تحديدُ كتاب من الكتبِ المنهجية والمهمة في جميعِ علوم الشريعة، والاتفاق على أن يُقرأَ في الأسبوعِ منها ما مقداره مائة وخمسون صفحة، فيقرأ الشَّخصُ وحده عشرين صفحةً في البيت قراءةَ تدقيقٍ وتأمل وتدبر، ويبحث ما أشكلَ عليه، ثم يجتمعُ هو وأقرانُه وخلاَّنه من طلبةِ العلم، وأحبِّذُ أن يكونوا خمسةَ أشخاصٍ على درجةٍ من المستوى العلمي، فيتداولون النقاشَ فيما قرؤوه، فهذا يبينُ لهم فائدة مهمة فقهية استوقفته، وهذا يطرحُ إشكالاً فيتباحثون في حلِّه، وذلك ينبه على وهمٍ وقع للمؤلِّف، وآخر ينبه على نكتةٍ بديعة في الكتاب، وهكذا، ثمَّ بعد ذلك يختتمون جلستَهم مثلاً بالقراءةِ لمدة ساعتين في كتابٍ من الكتب العلمية اللطيفة؛ مثل جامع العلوم والحكم، أو الآداب الشرعية لابن مفلح، أو غيرهما.

الاهتمام بشبكة المعلومات (الإنترنت) وسماع دروس أهل العلم:
للنفسِ إقبالٌ وإدبار، وحالةُ نشاطٍ وهمَّة، وكسل وارتخاء، وطالبُ العلمِ متجدد دومًا مع العلم، ولا يجعلُ نفسَه مسرحًا لفوضى الأفكار، ولا لمستنقعاتِ الوساوس، بل يحرصُ على التجدد والتجديد، وهذا دأب العلماء - رحمهم الله تعالى - فلا كسل ولا فتور.
اطْلُبِ الْعِلْمَ وَلاَ تَكْسَلْ فَمَا --- أَبْعَدَ الْخَيْرَ عَلى أَهْلِ الْكَسَلْ
لاَ تَقُلْ قَدْ ذَهَبَتْ أَرْبَابُهُ --- كُلُّ مَنْ سَارَ عَلَى الدَّرْبِ وَصَلْ
فِي ازْدِيادِ الْعِلْمِ إِرْغَامُ الْعِدَا --- وَصَلاَحُ الْقَوْلِ إِصْلاَحُ الْعَمَلْ

في الشبكة العنكبوتية خير كبير، وشر مستطير، والعاقل هو الذي يحسنُ التعامل معها، ويهيئ نفسَه للاستفادةِ منها قدر الإمكان، وأقترحُ أن يخصِّصَ المرءُ لنفسِه يوميًّا ساعةً كاملة، يستمع فيها لشروحِ العلماء المتناثرة في عددٍ من المواقع، ولعلَّ من أشهرها موقع: طريق الإسلام، والبث الإسلامي، والشبكة الإسلامية.

وهنالك الكثيرُ من طلاب العلم لا يستطيعون السفرَ والرحلة في طلبِ العلم عند من اشتُهر بالعلم والفضل، ويتمنَّى أن يجلسَ بين أيديهم ويطلب علومَهم، لكنَّه لا يقدرُ على ذلك، فما لا يترك كله لا يترك جله.

وفي السيارة طلب للعلم كذلك:
سَأَضْرِبُ فِي طُولِ الْبِلاَدِ وَعَرْضِهَا --- لِأَطْلُبَ عِلْمًا أَوْ أَمُوتَ غَرِيبَا
فَإِنْ تَلِفَتْ نَفْسِي فَلِلَّهِ دَرُّهَا --- وَإِنْ سَلِمَتْ كَانَ الرُّجُوعُ قَرِيبَا

أعرفُ بعضَ الإخوة من طلبة العلم ممن يعملون في مكانٍ واحد وبيوتهم متقاربة إلى حدٍّ ما، يجتمعون معًا أو يمر أحدُهم على الآخرِ ويقرؤون كتابًا في الذهابِ والإياب، مع مناقشة فيما بينهما، فلا يشعرون بمللِ الطريق خصوصًا إن كان طويلاً.

فبعضهم أنهى قراءةَ كتاب "تيسر العلام شرح عمدة الأحكام" كاملاً أثناء ذهابِه هو وأخ له في العمل.
وآخر سمع أغلب أشرطةِ المشايخ الفضلاء؛ كالشيخ ابن عثيمين، ومحمد الددو الشنقيطي، وسليمان العلوان، وأشرطة الشيخ محمد المنجد، أثناء قيادته للسيارة.
ولربما يستمعون الأشرطةَ مرتين أو ثلاثًا؛ لتثبتَ المعلومةُ في أذهانهم؛ لأنَّ المرء أثناء قيادتِه للسيارة قد يسرحُ أحيانًا أو يغفل بسببِ اهتمامه بقيادة السيارة، والآن هنالك (سيديهات) يستطيعُ أن يجمعَ طالبُ العلم فيها كلَّ أشرطةِ أحدِ العلماء ويستمع إليها لمدةِ شهر أو شهرين بحسب خطَّة يضعها لنفسِه، وتناسب تنقلاتِه في الطرق والشوارع.
فخذ لنفسِك خطَّة علميَّة تستمع فيها لمحاضراتِ أحد العلماء أو الدعاة النافعين بكاملها، وكذلك سلسلة من الدروس العلميَّة، خصوصًا إن كنتَ في طريق طويل وتحتاجُ إلى شيء تستغل وقتك فيه.

ساعات الانتِظار مجال للقراءة:
كثير منَّا مَنْ يتعرَّضُ لساعات الانتظار في المرافقِ العامة أو المستشفيات - عافانا الله وجميع مرضى المسلمين - فأجمل بطالب العلم أن يستغل هذه الأوقاتِ بالاستغفار والأذكار، ويعقب ذلك بمطالعةِ كتاب الجيب، وهو كتيب صغير يضعُه في جيبِه قدر خمسين صفحة أو تزيد قليلاً أو تنقص قليلاً، ويستطيع المرء قراءةَ هذا الكتيبِ في هذا الوقتِ الذي ينتظرُ فيه موعدًا أو شخصًا، ولا يضيع وقته هباءً منثورًا.

القيام بتدريس ما أتقنت حفظه ودراسته:
من المهم أن يكوِّن طالبُ العلم الذي تجاوزَ مرحلةَ الطلب الأولى ثلَّةً من الشبابِ المحب للعلم والحريص على طلبِه، ويكون قد وضع لهم برنامجًا وخطَّة علمية يسيرون عليها بعد أن يكون قد استشارَ مشايخَه بذلك في وقتٍ سابق، ويشرح لهم ما يشهدُ له مشايخُه بإتقانِه من علومِ الشريعة، وهو بهذه الطريقةِ يستفيدُ ويفيد، فيذاكر ويدرِّس ويراجع ما قام بمطالعتِه سابقًا وحفظَهُ ودرسه على أيدي مشايخِه، ويحضِّر للدَّرسِ أكثر فأكثر، ويقوم بشرحِه لطلاب العلم، فمثلاً لو أنَّ شخصًا حفظَ وأتقن وفهم "نخبة الفكر"؛ لابن حجر، وبدأ يقرأ في كتبِ العِلل والجرح والتعديل، ولديه عددٌ من طلابِ العلم المبتدئين في طلبِ العلم وهو قائم على توجيهِهم، فحري به أن يشرحَ لهم نخبة الفكر ويراجعَ المعلوماتِ التي أخذها على مشايخه، ثمَّ يقوم بتحضيرِ شرحٍ جيد من خمسةِ كتب، وعددٍ من الأشرطة في شرح هذه النخبة، وينفع الله به ويزكي علمه، ومع هذا يدرك أنَّه لا زال في مرحلة متوسطة من طلب العلم؛ فليحذر من الإفتاءِ بغير علم، أو الاكتفاء بالشرحِ للطلاب والاستغناء عن طلبِ العلم على أيدي المشايخ الأثبات.

الرحلة في طلبِ العلم؛ ديدن المتفوقين علميًّا:
خرَّج الإمام أحمد أبو داود والترمذي وابن ماجه: "أنَّ رجلاً قَدِمَ من المدينةِ على أبي الدرداء - رضي الله عنه - وهو بدمشق، فقال: ما أقدمك يا أخي؟
قال: حديث بلغني أنَّك تحدِّث به عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.
قال: أما جئتَ لحاجة؟
قال: لا.
قال: أما قدمتَ لتجارة ؟
قال: لا.
قال: ما جئتَ إلاَّ في طلبِ هذا الحديث؟
قال: نعم.

وورد في "الأدبِ المفرد" بسندٍ صحيح أنَّ جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال: "بلغني حديثٌ عن رجلٍ من أصحاب النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - فابتعتُ بعيرًا، فشددتُ إليه رحلي شهرًا، حتى قدمتُ الشام، فإذا عبدالله بن أنيس، فبعثتُ إليه أنَّ جابرًا بالبابِ، فرجع الرسولُ فقال: جابر بن عبدالله! فقلت: نعم، فخرج فاعتنقني، قلت: حديث بلغني لم أسمعْه خشيتُ أن أموتَ أو تموت..." فذكر الحديث.

ولقد ألَّف الإمامُ الجهبذ الخطيب البغدادي كتابًا أسماه "الرحلة في طلب الحديث" وجمع فيه طرفًا واسعًا من أقوالِ العلماء في الحثِّ على الرحلةِ في طلب العلم، والاجتهاد في تحصيلِه، وقصصًا جميلة في هذا الصدد.

لقد قال الإمام تقي الدين السُّبكي: "مَن عرف ما يطلُب، هانَ عليه ما يبْذُل"، وقيل كذلك: "الشيخُ يختصر العمر" لذا فإنَّ طالبَ العلم حينما يرحلُ في طلبِ العلم ولو دفع شيئًا من المال، فإنَّه ولا شكَّ سيستفيدُ من ذلك فوائدَ كثيرة.

فمنَ الأمورِ التي تفتقُ ذهنَه، وتشرحُ صدرَه للعلمِ أكثر، وتوسع مداركَه العلمية، وترزقه بُعد النظر، وسعة الفكر، وتنمية الملكة الفقهية وغيرها - ملاقاةُ العلماءِ والأشياخ ومحاورتهم ومجالستهم، والأخذ عنهم، وطلب الإجازةِ منهم، وفي العالم العربي والإسلامي كثيرٌ من أهلِ العلم الذين يستحقُّون شد الرِّحالِ للتشرف بالقراءة عليهم وسؤالهم، ومطالعة طرق ترجيحِهم، وأدوات الاجتهاد التي يبنون عليها رأيهم، والتماس الأدبِ منهم، ومطالعة سمتِهم وخلقِهم، فكلُّ هذه الأمورِ تغرسُ في النفس حقائقَ جديدة، وخبايا كثيرة ستؤثِّرُ عليها حتمًا في المستقبل.

في كل شهر بحث مسألة:

لن يبدعَ طالبُ العلم بمجرد أن يكون في مكتبتِه يقرأ ويطالع ويدرس ويحفظ وحسب، بل لا بدَّ أن يصول ويجولَ في بطونِ الكتب، ويبحث في المدونات الفقهيَّة وأصول السنَّة الحديثيَّة وكتب العقيدة؛ لكي يخرج في كلِّ شهر ببحثٍ علمي، وإن كان يناسب أن ينشرَه ليفيد به عموم المسلمين فحبَّذا شرط استشارة مشايخِه قبل نشره، وعرضه عليهم لإبداء الملاحظاتِ والإفادة منها قبل النشر، وسيخرج من بحثِه بفوائد عدَّة منها تحسين مستوى الكتابة، والتعرف على كتبٍ جديدة خلال بحثه، والتعرف على مناهجِ العلماء في طريقةِ تأليفهم، وشراء كتب جديدة يقع عليها من خلالِ البحث، مع التحلي بروح الصَّبرِ وسياسة النفس الطويل في بحثِ مسألة ما، والتأني بإصدار الحكم إلاَّ بعد ممارسةٍ واطلاع أكثر، والتأني في عرض المعلومة، والاستفادة مما تعلمه الباحثُ مسبقًا وتطبيقه عمليًّا وتفعيله في بحثه، مع التدربِ على الأمانة العلمية بتوثيقِ المعلومات إلى غير ذلك من الفوائدِ العلمية المستفادة من خلالِ إجراء البحوث والدراسات العلمية.

في كل يوم قراءة كتاب:

من تمرَّس قراءة الكتب، وذاق حلاوتَها فإنَّه قادرٌ بإذن الله - تعالى - على أن ينظِّم لنفسِه وقتًا بأن يطالعَ بنفسِه ولوحده كتابًا في كلِّ يوم، خصوصًا من الكتبِ التي لا تتجاوزُ (100) صفحة، سواء أكانت كتبًا علمية أو دعوية أو فكرية أو سياسيَّة المفيدة لطالب العلم الشرعي، والذي ينبغي أن يكونَ مثقفًا وملِّمًا بعددٍ من العلومِ الأخرى التي تفيدُه في شؤونه الحياتية، وتصوره للأحداث التي تقع في عصره.

جلسات المذاكرة مع طلاَّب العلم:

يقول الإمام النووي - رحمه الله -: "مُذاكَرَةُ حاذِقٍ في الفنِّ ساعةً أفضلُ من المطالعةِ ساعاتٍ، بل أيامًا"، وصدق - رحمه الله!

فمن كان قادرًا على جلبِ صفوة من طلبةِ العلم الذين يعرفهم ويثق بعلومِهم وصلاحهم، فما أجملها من لحظاتٍ يجلس فيها الشخصُ بعد صلاة الفجر في وقتِ الصيف، أو بعد صلاة العشاء في وقت الشتاء، مع مسامرةٍ ومنادمة لطيفة للأصحابِ من طلبة العلم، ويتذاكر وإياهم عددًا من المسائلِ العلمية المشكلة التي تحتاجُ لمناقشةٍ علمية ومطارحة بحثيَّة كلامية بين الأطراف المجتمعة، ويذكر كلٌّ منهم رأيَه ودليلَه مبرهنًا عليه، ويتناقشون في الرأي الأصوب والأمثل مع روحِ النزاهة العلمية والموضوعية، والأدب في النقاشِ، فإنَّ هذا أدب لطالبِ العلم لا يفارقُه إن كان صادقًا في طلبه.

وأخيرًا:

فطالبُ العلم حينما ينوِّع الأساليبَ والطرق العلمية في طرق طلبِه للعلم سيشعرُ بالمتعةِ واللذة التي لن تفارقَه، ولهذا نجدُ سلفنا من علماءِ الإسلام كانوا يقسِّمون وقتَهم بين هذا وذاك، فهذا الإمام الحنبلي ابن عقيل يقول : "إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي، وأنا مستطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره، وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنتُ أجده وأنا ابن عشرين سنة ".
رحم الله علماء المسلمين، وأسبغ عليهم وافر رحماته، والحمد لله رب العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قطر الندى
مشرفة على قسمهـا
قطر الندى


عدد المساهمات : 210
نقاط : 267

مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي   مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyالإثنين يوليو 04, 2011 12:22 pm

شكرا اختي الغالية على هذه الاقتراحات و الافادة الجميلة

جزاكي الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الزهراء
مشرفة على قسمهـا
الزهراء


عدد المساهمات : 93
نقاط : 225

مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي   مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي Emptyالإثنين يوليو 04, 2011 2:20 pm

اقتباس :
قطر الندى كتب:
شكرا اختي الغالية على هذه الاقتراحات و الافادة الجميلة

جزاكي الله خيرا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تقنيـات منهجيـة البحث العلمي
» مدخل لدراسة منهج البحث العلمي عند مفكري الاسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات طلبة الشريعة بالوادي  :: القسم الثالث: المنتديات الاسلامية :: منتدى "عــــــــام"-
انتقل الى: