هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات طلبة الشريعة بالوادي
يحتوي هذا المنتدى على المنتديات الاسلامية علوم العقيدة والقرآن والحديث والفقه وأصوله هدفه التواصل العلمي و التربوي مع مختلف المهتمين.
يمكنكم التواصل معنا عبر البريد الالكتروني shariaa39@gmail.com
نطلب من كل الأعضاء الإلتزام بالأخلاقيات العامة وعدم المساس بأي جهة معينة لأن الغاية من إنشاء هذا المنتدى هي خلق جسر للتواصل وليس للطعن في أشخاص بعينهم... وكل مساهمة من هذا القبيل فنحن مضطرون لحذفها.
نعتذر لزوارنا الكرام عن الاعلانات التي تظهر بالمنتدى .. نشير الى انها خارجة عن ارادتنا
موضوع: الأسلوب القصصي... السبت يوليو 02, 2011 11:12 pm
الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد وعلى آله وصحبه ومن والـاه أتم الصلاة وأزكى التسليم، وبعد،
يقول الباري عزّ وجل في كتابه العزيز: {المالُ والبنونَ زينةُ الحياةِ الدنيا والباقياتُ الصالحاتُ خيرٌ عندَ ربكَ ثوابًا وخيرٌ أمَلا} [الكهف : 46] الأطفال في الحقيقة قرة عين الإنسان في حياته، وبهجته في عمره وأنسه في عيشه بهم تحلو الحياة، وعليهم بعد الله تعلق الآمال. فالطفولة هي مرحلة الإنشاء والتأسيس للإنسان، فكان الاهتمام به طفلاً من أجلِّ صور الرعاية والعناية به، فنجد العديد من الآباء يجتهد في تربية أبنائه، و يتبعون في ذلك عدة أساليب... اخترنا لكم في هذا الموضوع فنا من الفنون وأسلوبا نحسبه من أهم أساليب التربية السليمة والناجحة، وهذا النموذج يتمثل في الأسلوب القصصي. القصة جزء من تركيبتنا البشرية، فعندما يشتكي الطفل لوالده من زميله في المدرسة سيحكي له قصة، والأم عندما تمتدح ابنها وتطلب من والده مكافأته ستحكي له قصة، حتى أنت إذا أتيت صديقك طالبا منه قرضا ماليّا فلن تأتيه مباشرة قائلا: أقرضني مبلغا من المال، ولكن ستحكي له قصة: فالراتب قد أخذته وحصلت لنا ظروف والولد مرض و...و...و...و....والخلاصة أقرضني مبلغا من المال، وبالطبع إذا أراد صديقك أن يعتذر لك فلن يقول: آسف ليس معي، لكنه طبعا سيحكي لك قصة مفادها أنه لن يستطيع إقراضك المال، والخطيب في المسجد ترى الحضور ينجذبون له ويطربون لسماعه إذا ذكر قصصا رائعة مؤثرة، ويسهمون عن كلامه وربما ينامون منه إذا خلت أحاديثه من القصص... فسبحان الخلاق العظيم الذي جعل في القصة عبرا، ولأن الإسلام يدرك هذا الميل الفطري لإلى القصة فقد جعلها وسيلة من وسائل التربية والتقويم.... أيها الوالد والمربي الكريم، يقول بعض علماء السلف: الحكايات جند من جنود الله تعالى، يثبت الله بها قلوب أوليائه، ودليله من كتاب الله تعالى قوله سبحانه:** وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ**[ سورة هود - الآية 120 ] وهنا يقول الإمام أبو حنيفة رحمه الله: الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إليّ من الكثير الفقه لأنها آداب القوم، ودليله من كتاب الله تعالى قوله سبحانه: ** أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ** [ سورة الأنعام ] وقوله سبحانه: ** لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ** [ يوسف: 111] ... وعندما نتأمل حياة سلفنا الصالح نجد أنهم قد اهتموا بالقصص الهادف لدرجة أنهم يحكونه في المسجد النبوي الشريف، فقد ورد أن أول من قصّ في مسجد الرسول- صلى الله عليه وسلم- هو تميم الداري- رضي الله عنه- إذ استأذن عمر- رضي الله عنه - أيام خلافته في ذلك فأذن له، فكان يقص في يوم الجمعة عقب الصلاة... أيها الوالد الكريم، أيتها الأم الحنون، إن القصة التي تعجب الطفل ويحكيها له من يحب ويطلبها مرارا وتكرارا تختلط بلحمه ودمه، وينمو وتنمو القصة معه، ربما ينساها لأيام وشهور، لكنه لا يلبث أن يتذكرها، ويتعايش مع أحداثها، ويذكر ملامح من حكاها له، ووقت حكايتها، وتفاصيل الجلسة ووقتها، والآن أغمض عينيك وتذكر معي قصة أحببتها من أيام طفولتك، ومن ثَمَّ احكيها لزوجك وأطفالك.